مدينتك العاشقة

سمعت عن مدينتك الجميلة العاشقة ، وقرأت عنها كثيرا وجدت من الضروري زيارتها فجهزت مايلزم للدخول إليها ... من أحاسيس وانفعالات ونظرات ثاقبة وفكر متقد ليلتقط كل ماهو غريب ومضئ وجميل فيها .

فرحت جدا وركبت الحافلة وبدأت أتخيل وأحلم ماذا سيكون شكل هذه المدينة المميزة وما نبه فكري أيضا هو من سيكون في استقبالي ؟

وحدثتني نفسي كيف هي؟ أحقا جميلة ومضيئة كما قيل !! أحقا ينابيعها مليئة بالحب والحنان؟ أم مدينة عادية بسيطة .. أعتقد أنها لابد أن تحمل تاريخا حافلا بذكريات جميلة ... تحمل ببنائها قصص الحب المثيرة التي لطالما سمعنا عنها.

وأحسست أن في سمائها أملا وفي أرضها حضن تلفه عاطفة مابعده عاطفة وكل ما في هذه المدينة جميل ... قيل هذه هي صفات مالكها.


وعند سماع نداء الوصول إلى المدينة فرحت وبنفس الوقت خفت ... عاطفتان احترت أيهما تحكم تفكيري وقلبي ... حالة من الندم تملكتني ،، ليتني لم آتي فربما كان هناك شيء غير عادي أو هناك حاجزا يمنع من الوصول إليها .



نزلت الحافلة وبدأت أتفرج على مبانيها ومعالمها شدتني بجمالها وروعتها ورونقها ... حقا هي مدينة جميلة مضيئة متلألئة ... لا بل أكثر من رائعة وأكثر مما كنت أتخيلها ... وتابعت وكل مرحلة فيها تشدني إلى الأخرى ، إلى أن وصلت لقلبها ومتحفها وحاولت الدخول لكني منعت من الدخول إليهما بسبب تجاوزي المدة المحددة للوقت.

فهممت بالرجوع حزينة بائسة وشعرت أني بدأت أذوب كالشمعة ... لكن مازال لي أمل وحيد بالدخول إليها ثانية أو حتى الإقتراب إلى جدران متحفها .. علي أرى من خلال أبوابه أو شبابيكه شيئا يفرحني بمكنونات تلك المدينة الطيبة المحبة والعاشقة والجميلة .

وفجأة سمعت من بعيد صوتا ينادي أيتها الفتاة .. أيتها الفتاة .. دهشت بفرح وأحسست أنه أمل وحلم آخرينتظرني ، وإذ بحارس المتحف يقول لي سوف أسمح لك بالاقتراب إلى جدرانه وليس الدخول إلى قلبه .. لا بأس وهذا آمل آخر لماذا لا ؟؟!!! فقبلت.


رقص قلبي من الفرح رغم حزني لعدم الدخول لقلب المتحف ، لكني قلت في قرارة نفسي الاقتراب من جدرانه أفضل بكثير من الرجوع حزينة بائسة عاتبة على قلبي نادمة على روحي ... وتمنيت لو كنت أول الواصلين إليها لأتمتع بهذا العشق الخيالي وهذه الطيبة والمحبة المتغلغلة المعشعشة في مخابئها.

والآن وبعد ما رأيت من جمال براق وحنان دافئ دافق ينبع من جدران المتحف أقول ... هنيئا لمن وصلوا قبلي ودخلوا ، وهنيئا لهم بهذه المدينة وهذا المتحف .

ورجعت أدراجي تقلني الخيبة وأنا بين السعيدة والحزينة في نفس الوقت على أمل بلقاء آخر .

قلب نابضاً بالطهر والطيب لا يدخله ألا من طافت روحه في سماء صافية نقية
كنقاء قلمك .
القلب كالمتحف من يدخله ويسكن فيه لا بد أن يحفر ذكراه على جدران ويضع
بصمة أمل للعودة
رائع فيروزيتا دام قلمك النقي وقلبك النبيل

إننا نحظى دائماً برؤية متاحف القلب لكن ليس بإمكاننا دخولها .. إنه لأمر يحز في النفس .. ويكفي الاقتراب منها وسبر أغوارها والاندهاش برقتها وعذوبتها ومن ثم التملص من خيبة الأمل نحو قرطاس ويراع ينتظرانا لنفرغ فيهما أحر مشاعرنا ..
وهنا أفرغت أحر مشاعرك وأكثرها عذوبة فيروزيتا وأمتعتنا حقاً بحروفك المتألقة ..