خواطر من الذاكرة ... بالامس البعيد .

اشتاق لذلك الطفل
خواطر من الذاكرة ... بالامس البعيد .
بالامس البعيد ، حيث كان ذلك الطفل يعبث بين ازقة الحي وحوانيته ، يركض ، يلعب ، يطلق ساقيه للريح والمطر وزهور الثلج المترامية فوق الحجارة والارصفة .
يستنشق روائح القرنفل ، يرتمي بمجرى السواقي يبلل بدنه الغض ، يعتلي اشجار السرو الشامخة العتيقة ويقع على الاتربة غير آبه بكسر قدمه او فك رقبته ...
المهم ان يلهو ويلهو ويلهو .
بالامس البعيد .. كان ذلك الطفل بنتظر العم ابو فايز ، ليركب على حنطور حمارة المبتل من عرق الاجهاد والتعب ، ويجول به شوطا من المسافات ..
بالامس البعيد .. كان ذلك الطفل يرتمي بين احضان امه باكيا من الم خيزران ابيه ، عقابا على امر يراه الكبار عظيما وعيبا وعارا .
بالامس البعيد .. كان ذلك الطفل يمسح بكم ثوب العيد ، يمسح فمه ووجنتيه بقايا الحلوى وعصير التفاح ، فرحا مبتهجا بما جمعه من نقود العيد ... منتظرا العيد المقبل .
بالامس البعيد... كان ذلك الطفل ينثر الماء على التراب ، ليرسم بالغصن المكسور ، اشكالا مبهمة لا تعني احد سواه ...
بالامس البعيد ... كان ذلك الطفل يطلق ساقيه للريح والمطر والصخر والبساتين وزهور الثلج .
بالامس البعيد .... كان ذلك الطفل ... انا ... وتغيرت الاماكن والظروف والايام .
... انا ... يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا انااااااااااااا ... اشتاق لذلك الطفل

                                                     محمد قانصوه ( الملقـّب بـ جهباذ )
                                                                اذار 2008 ....